انظم الينا على :

الاثنين، 11 مارس 2013

قصة أبكتني وتبكي الحجر


ليس السامع كالمشاهد.. ن

سمع دائمًا عن قصص أنين صوتها يخترق القلب وأحزان مسارها يذهب بالفؤاد مذاهب، ولكن ليس السامع كالمشاهد!! شاهدت قصة في إحدى القنوات الفضائية أفجعت قلبي وألهبت مشاعري...

فذرفت عيوني دموعًا تحرق الجليد المتجمد لتجعله أخاديد جارية، نعم الجليد القاسي الذي يخلد في قلوبنا فلا نشعر بأقرب الناس منا. هي قصة امرأة في السبعين من عمرها وضع الزمن بصمته على وجهها وتلعثم لسانها الذي لا يكاد ينطق... 
لتتفجر الدموع أنهارًا فتحكي لنا قصة العجوز التي أنار القمر وجهها حزنًا على حالها.. هذه المرأة لم تلد سوى ولد وبنت من زوج خائن غادر لا يعرف للوفاء عهدًا ولا يعرف الوفاء لقلبه طريقًا!! ضاق الولد بأمه ذرعًا وكذلك الزوج الخائن، فقرروا أن يتخلصوا منها ليتخلصوا من مصاريف مأكلها ومشربها وكذلك ليفوزوا بزينتها التي تملأ يدها وبدارِها التي يبدو أنها ورثتها.. فقرروا ذلك في ليلة غاب فيها القمر حتى لا يشهد على غدرهم وسوء فعلهم وقلة دينهم وعدم غيرتهم، فهؤلاء قوم عديمو الحياء ولكنهم جبناء، هم يخافون ولا يستحون، أخذ الولد وأبوه هذه المرأة المسكينة، ورموها في إحدى الطرق منتزعين منها ما تلبس من حُلي..


ولم ينتظروا وقوف السيارة، بل سارعوا بقذفها منها وهي منطلقة، حتى يتخلصوا من عارهم وشنارهم، عارٌ بصماته في أيديهم ووجوههم لسوء فعلهم، وقعت المرأة على قارعة الطريق، وهي لا تحسن النطق لتستغيث، فانكسرت يدها، لتزيد همومها همًا وآلامها ألمًا وحسراتها حسرةً، أنينها خافت لا أحد يسمعه، ولكن هناك من رآها ممدةً على الطريق، تئن من وجع كسرها كما تئن من عار غدر سندها!! 
رأف بحالها بعض المارة وعطفوا عليها فوضعوها بأحد الدكاكين المهجورة؛ لأنهم لا يعرفون لها عنوانًا، ولم يفهموا منها شيئًا؛ لأن لسانها لا يكاد يفصح كطفل صغير لا يفهمه غير أمه!! وكان أهل الخير يضعون لها الطعام والشراب عبر نافذة في ذلك المحل... 
وكيف لهذه الكسيرة الحسيرة أن تنام أو يهدأ لها بال وكَسْرُ ذراعها يزداد ألمًا، وليت الأمر وقف عند هذا الحد فقط، بل قد كسر قلبها وتحطم بل لا حياة لها فلم يعد لها تاريخ يستحق الذكر لأن أبطاله خونة، ولا أمل لها يستحق الانتظار لأن آمالها سُحقت تحت أعتاب العقوق والغدر!! وبينما هي في تلك الحالة المأسوية، ونفسها تصارع آلامها، إذ دخل عليها شباب في مقتبل العمر، يترنحون من تأثير ما كانوا يفعلون!! نظرت في وجوههم نظرة المستغيث، وقالت في نفسها المجروحة: ها هم أولاء شباب الإسلام... 
جاؤوا لرفع العوز عني، وليطفؤوا نار جراحي.. نعم.. ولم لا.. إنهم أولاد لم ألدهم.. ولكنهم أولادي.. لأن أولاد المسلمين أولادي، وأحفاد العرب أحفادي، ولكنها لم تكمل تخيلاتها وآمالها حتى أمعنت النظر في وجوههم، فرأت من عيونهم بريق الشر يتطاير، وعلمت من ابتساماتهم الماكرة وهمسهم الخبيث، أن لديهم أمرًا مدلهمًا وشرًا بدأ ينزع أثوابه... إنهم يريدون شرًا، ولكن ما عساهم أن يأخذوا من هذه العجوز الثكلى التي لا تملك حتى رغيف الخبز... فأين نعيش يا أمة الإسلام.. أنحن على أرض محمد وصحبه أم نحن على أرض إبليس وجنده!! لقد انقضوا انقضاضة الكلاب المسعورة من غير شعور ولا إحساس ومن غير عزة ولا أنفة، لقد ذهبت بكم التخيلات.. ماذا يريدون من هذه الكسيرة.. إن القلم يمتنع مداده عن تصوير ما فعلوا.. إنها دناءة الكلاب ودياثة الخنازير وعقول البهائم وغرائزها... لقد اغتصبوا أمًا من أمهات المسلمين في ليل بهيم لا يسمعهم ولا يراهم فيه أحد..
لأنهم يخافون ولا يستحون.. فعلوا ما فعلوا.. 

ثم هربوا يجرون أذيال الخزي والعار..
نعم خزي وعار يلاحقهم ما داموا في هذه الدار.. يتنسمون نسيمها ويدبون كالدواب على أرضها.. ولكن ما فعلت هذه الأم المفجوعة والزوجة المغدور بها..
صارت آمالها آلاما وتقطع قلبها حسرات.. أفي هذا العمر.. تحدث هذه المصائب.. لعنت ابنها ولعنت زوجها ولعنت ذئاب البشر، ليس بلسانها الذي لا يفصح ولكن بدموعها التي لم تجف ولن تجف.. وأنَّى لها أن تجف!! وهي الآن مستقرة جاثمة في إحدى الدور الخيرية... ولكن دموعها لم تستقر.. ومدامعها لم تهدأ.. فكلما سئلت عن حالها ومآلها وعن قصتها.. سالت الدموع لتحكي القصة التي عجز اللسان عن روايتها.. 
هذه القصة لم تكن من وحي القلم.. بل من وحي الحقيقة، وهي رسالة لكل عاق أن يراجع نفسه.. ولكل غادر أن يرجع لعهده.. ولكل أب وأم.. بأن يحسنوا التربية!! نعم سؤال يطرح نفسه.. يا أمة الإسلام.. أنحن على أرض محمد وصحبه أم نحن على أرض إبليس وجنده!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Sample Text

ا هلا و سهلا بيك معانا في شات بنات كايرو و البرنس حسين

ولو كلامك كان معكوس اضغط هنا وبعد متظبط اللغه اضغط F5



إذا ظهر مربع اسود بدلاً من صندوق الدردشة،
قم بتحميل أحدث إصدار من برنامج أدويي فلاش بلاير من هنا


شات بنات كايرو البرنس حسين

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More